مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ إِلاَّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ، يَدْخُلُ
مِنْ أَيِّهَا شَاءَ» ([1])، رواه أحمد ومسلم،
وفي رواية يقول زيادة على ذلك: «اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ
وَاجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ» ([2])، والحكمة في قول
هذا الذكر بعد الوضوء ليجمع بين طهارة الباطن بشهادة التوحيد وطهارة الظاهر
بالوضوء.
عباد الله: إياكم والإسراف في
الماء في الوضوء والاغتسال، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وكان صلى
الله عليه وسلم يتوضأ بالمُدِّ، ويغتسل بالصاع، وهو القدوة صلى الله عليه وسلم،
فالإكثار من صب الماء في الوضوء والاغتسال إسراف لا داعي له، وربما أن الإنسان
يسرف في صب الماء ولا يتطهر الطهارة المطلوبة بحيث يبقى شيء لم يصل إليه الماء،
لأنه لم يتنبه لذلك.
فاتقوا الله -عباد
الله- وحافظوا على الطهارة للصلاة وتطهروا كما أمركم الله، واقتدوا برسول الله صلى
الله عليه وسلم: ﴿وَأَطِيعُواْ
ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ﴾ [آل عمران: 132].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
*****
([1]) أخرجه: مسلم رقم (234).
الصفحة 5 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد