عباد الله: وإن من أهم ما يجب
علينا أن نعرف شروط صحة الصلاة، التي إذا اختل شرط منها لغير عذر شرعي بطلت
الصلاة، لأن المشروط تتوقف صحته على تحقيق وجود الشرط.
وذلك قال العلماء:
الشرط: هو ما يلزم من عدمه العدم، وقد ذكر العلماء أن للصلاة تسعة شروط، أخذوها من
أدلة الكتاب والسنة، وهذه الشروط هي: الإسلام، والعقل، والتمييز، ورفع
الحدث، وإزالة النجاسة، وستر العورة، ودخول الوقت، واستقبال القبلة، والنية.
فالإسلام شرط لصحة
كل عبادة، لأن الكافر لا يصح منه عمل، ولا تقبل منه عبادة، قال الله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ
أَعۡمَٰلُهُمۡ كَسَرَابِۢ بِقِيعَةٖ يَحۡسَبُهُ ٱلظَّمَۡٔانُ مَآءً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَهُۥ لَمۡ
يَجِدۡهُ شَيۡٔٗا﴾ [النور: 39]، وقال تعالى: ﴿لَئِنۡ أَشۡرَكۡتَ لَيَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ
ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾ [الزمر:65].
ومن زال عقله بجنون
أو إغماء أو نوم أو سكر، فإنه لا تصح منه صلاة في هذه الحالة، والسكران يجب عليه
التوبة، ويقام عليه الحد، ولا تصح صلاته حال سكره لفقدان العقل، قال صلى الله عليه
وسلم: «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاَثَةٍ: الصَّغِيرِ حَتَّى يَبْلُغَ
وَالْمَجْنُونِ حَتَّى يُفِيقَ، وَالنَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ» ([1]).
والطفل غير المميز وهو من دون السابعة لا يؤمر بصلاة، ولا تصح منه لو صلى، وأما المميز فإنه يؤمر بالصلاة وتصح منه نافلة، قال صلى الله عليه وسلم: «مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعٍ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» ([2]).
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4403)، والترمذي رقم (1423)، وابن ماجه رقم (2041).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد