ومن شروط صحة
الصلاة: النية، وهي القصد والعزم على فعل العبادة، تقربًا إلى الله تعالى، وهي شرط
لصحة كل العبادات، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الأَْعْمَالُ
بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» ([1])، ومحلها القلب، ولا
يجوز التلفظ بها، لأنه بدعة، فلا يقول: نويت أن أصلي الظهر، نويت أن أصلي العصر أو
غير ذلك من الألفاظ، وإنما يقصد ذلك بقلبه فينوي الصلاة التي يريدها من فريضة أو
نافلة وأنها ظهر أو عصر أو غيرهما، ينويها عند تكبيرة الإحرام لتكون النية مقارنة
للعبادة، وإن تقدمت النية على تكبيرة الإحرام بزمن يسير بعد دخول الوقت فلا بأس.
ويجب الحذر من الوسواس في ذلك، فإن الشيطان كثيرًا ما يتسلط على الإنسان في شأن النية، وفى تكبيرة الإحرام، فيقول له: لم تنو، لم تكبر، لم، لم..، حتى يشغله عن صلاته، أو يحمله على العمل بالبدعة وهو التلفظ بالنية، وهذا كله من وسوسة الشيطان، فإن المسلم إذا توضأ، وخرج إلى المسجد ووقف في الصف فإنه قد نوى ولو لم يتلفظ، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه ولا الأئمة المعروفون من السلف يجهرون بالنية، لأن النية عمل قلبي، والله تعالى يعلم ما في القلوب، ولو لم يتلفظ بذلك اللسان، قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ وَنَعۡلَمُ مَا تُوَسۡوِسُ بِهِۦ نَفۡسُهُۥۖ﴾ [ق: 16]، وقال تعالى: ﴿وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمٗا} [الاحزاب: 51]، وقال تعالى ﴿قُلۡ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمۡ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ﴾ [الحجرات: 16].
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1)، ومسلم رقم (1907)..
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد