ومن شروط الصلاة: استقبال القبلة،
وهي الكعبة المشرفة، قال الله تعالى:﴿فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبۡلَةٗ تَرۡضَىٰهَاۚ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ
وَحَيۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥۗ} [البقرة:144].
فمن كان يري الكعبة
وجب عليه استقبال نفس الكعبة بجميع بدنه، ومن كان قريبًا منها لكن لا يراها لحائل
بينه وبينها فإنه يجتهد بالتوجه إليها وإصابته لها مهما أمكنه ذلك، ومن كان بعيدًا
عنها في أي جهة من جهات الأرض، فإنه يستقبل الجهة التي فيها الكعبة، قال صلى الله
عليه وسلم: «مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ» ([1]).
وهذا بالنسبة لأهل
المدينة ومن كان شمالي الكعبة، ومثلهم من كان في الجهات الأخرى، فأهل الجنوب
يتجهون شمالاً، وأهل المشرق يتجهون غربًا، وأهل المغرب يتجهون شرقًا، وهذا من
تيسير الله لهذه الأمة، قال تعالى:﴿وَحَيۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥۗ﴾ [البقرة:144].
أي أين وُجِّهتم في
بر أو بحر أو جو، فاتجهوا في الصلاة إلى الجهة التي فيها الكعبة، ولا يضر الميل
اليسير.
ويستدل على القبلة بأشياء كثيرة، منها السؤال: بأن يسأل من يعرف اتجاه القبلة ويعمل بخبره إذا كان ثقة، ومنها الاستدلال بالنجوم والشمس والقمر والجبال والرياح والأنهار، قال تعالى: ﴿وَعَلَٰمَٰتٖۚ وَبِٱلنَّجۡمِ هُمۡ يَهۡتَدُونَ﴾ [النحل: 16]، وقال تعالى: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلنُّجُومَ لِتَهۡتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَٰتِ ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۗ﴾ [الأنعام:97].
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (342)، وابن ماجه رقم (1011)، والحاكم رقم (741)..
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد