×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

وهذا أمر قد تساهل فيه كثيرًا من الناس خصوصًا من يزاولون الألعاب الرياضية، وكثير من النساء عند الخروج من البيوت أو بحضرة الرجال تأثرًا بما عليه المجتمعات الكفرية أو المجتمعات المتسمية بالإسلام، حيث يعدون العري تقدمًا وتحضرًا وفضيلة، ويعدون الستر تأخرًا ورجعية، وهذا من كيد الشيطان لبني آدم من قديم الزمان، وقد حذرنا الله منه، فقال سبحانه ﴿ٰبَنِيٓ ءَادَمَ لَا يَفۡتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ كَمَآ أَخۡرَجَ أَبَوَيۡكُم مِّنَ ٱلۡجَنَّةِ يَنزِعُ عَنۡهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوۡءَٰتِهِمَآۚ} [الاعراف:27].

فيجب على المسلمين الحذر من كيد شياطين الإنس والجن في هذا وغيره، ومن شروط صحة الصلاة دخول وقتها، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا [النساء:103].

أي: مفروضة في أوقات معينة لا يصح فعلها في غيرها، فمن صلى قبل دخول الوقت، لم تصح صلاته، وكذا لا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها من غير عذر شرعي.

ولهذا شرع الأذان إعلامًا بدخول الوقت: ووقت الظهر يبدأ بزوال الشمس، ووقت العصر يبدأ بمصير ظل الشيء مساويًا له، ووقت المغرب يبدأ بغروب الشمس، ووقت العشاء يبدأ بمغيب الشفق الأحمر، ووقت الفجر يبدأ بطلوع الفجر الثاني، وهذه علامات يعرفها العامي والمتعلم، ويجب على المسلمين التقيد بها، والمحافظة علي أداء الصلاة فيها، وصلاة المسلمين جميعًا في المساجد فيها ضمان للمحافظة على أدائها في أوقاتها، فهذا من أعظم فوائد صلاة الجماعة التي تساهل فيها اليوم كثيرًا من الناس.


الشرح