وذلك أنهم كانوا يطوفون بالبيت عراة، ويزعمون أن
هذا من الدين، فرد الله عليهم بذلك وأمر بستر العورة فقال: ﴿يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ خُذُواْ
زِينَتَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدٖ﴾ [الأعراف: 31].
فأمر الله بستر
العورة عند كل صلاة وسماه زينة، وقد أجمع العلماء على فساد صلاة من صلى عريانا وهو
يقدر على ستر عورته.
إنه يجب ستر العورة
دائمًا في الصلاة وغيرها، لأن كشف العورة والنظر إليها يجر إلى الفاحشة، ويدل على
عدم الحياء وفساد الخلق.
وإن كان شياطين الجن
والإنس والدول المنحطة اليوم يعتبرون العري تقدمًا وفضيلة، وحد عورة الرجل من
السرة إلى الركبة هذا الذي لا بد من ستره، ويستحب له أن يتجمل باللباس الزائد عن
ذلك لأن الله سبحانه أمر بقدر زائد على ستر العورة فقال: ﴿يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدٖ﴾ [الاعراف: 31].
فأمر بالتزين باللباس للصلاة، وذلك زائد على ستر العورة، فينبغي للمسلم أن يلبس أحسن ثيابه وأجملها للصلاة وغيرها. لأنه سيقف فيها بين يدي الله تعالى، كما تسن له النظافة في ثوبه وبدنه في الصلاة وغيرها، وأما المرأة الحرة فكلها عورة في الصلاة إلا وجهها، فإنه يباح لها كشفه في الصلاة، إلا إذا كان عندها رجال غير محارم لها فإنها تغطيه عنهم في الصلاة وغيرها، ولا بد أن يكون ما تستر به العورة ضافيًا عليها يستر جميع بدنها، وأن يكون ساترًا لما تحته، لا يرى من ورائه لون الجلد ولا يكون ضيقًا يبين تقاطيع بدنها، فإن الصلاة لا تصح إلا مع الستر الكامل للعورة حسب الاستطاعة، هذا ويجب على كل مسلم ومسلمة ستر عورته في الصلاة حتى عن نفسه، وفى خلوة، وفى ظلمة، وخارج الصلاة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد