يحمد الله ويكبره ويهلله ثم يركع، لقوله صلى
الله عليه وسلم: «فَإِنْ كَانَ مَعَكَ قُرْآنٌ فَاقْرَأْ بِهِ وَإِلاَّ
فَاحْمَدِ اللهَ، وَكَبِّرْهُ، وَهَلِّلْهُ، ثُمَّ ارْكَعْ» ([1]).
وقد جاء رجل إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ آخُذَ شَيْئًا مِنَ
الْقُرْآنِ، فَعَلِّمْنِي شَيْئًا يُجْزِئُنِي مِنَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: قُلْ: «سُبْحَانَ
اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلاَ
حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ» ([2])، رواه أحمد وأبو
داود والنسائي، وهذا إنما هو في الذي لا يستطيع أن يتعلم أو لم يجد من يعلمه، أما
الذي يستطيع أن يتعلم الفاتحة فإنه يجب عليه أن يتعلمها مع ما تيسر من القرآن،
وعُلِمَ من ذلك أن الصلاة لا تسقط بحال، وإنما يصلي المسلم على حسب استطاعته.
فاتقوا الله -عباد
الله- واهتموا بأداء صلاتكم على الوجه المشروع حتى تقيموا عمود الإسلام وثاني
أركانه بعد الشهادتين، فإنه لا دين لمن لا صلاة له، ولا صلاة لمن لم يتم شروطها
وأركانها وواجباتها حسب استطاعته.
وفق الله الجميع
للعلم النافع والعمل الصالح، ورزقنا وإياكم الإخلاص والقبول.
أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم:﴿حَٰفِظُواْ
عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ ٢٣٨ فَإِنۡ خِفۡتُمۡ فَرِجَالًا أَوۡ
رُكۡبَانٗاۖ فَإِذَآ أَمِنتُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا
لَمۡ تَكُونُواْ تَعۡلَمُونَ ٢٣٩﴾ [البقرة: 238- 239].
بارك الله لى ولكم في القرآن العظيم
*****
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (302)، وابن خزيمة رقم (545).
الصفحة 7 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد