×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

الخروج منها لقوله صلى الله عليه وسلم: «وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ» ([1])، وفى رواية: «وَخِتَامهَا التَّسْلِيمُ»، وهو دعاء بالسلام يدعو به الإمام والمأموم والمنفرد لأنفسهم وللحاضرين من الملائكة، ينوون به الخروج من الصلاة واستباحة ما حرم عليهم في أثناء الصلاة من الكلام وغيره.

عباد الله: من ترك ركنًا من هذه الأركان، فإن كان تكبيرة الإحرام لم تنعقد صلاته، وإن كان غير تكبيرة الإحرام وقد تركه عمدًا بطلت صلاته، وإن تركه سهوًا فإن ذكره قبل شروعه في قراءة الركعة الأخرى فإنه يرجع ويأتي به ثم يأتي بما بعده، وإن لم يذكره إلا بعد الشروع في قراءة الركعة الأخرى لغت الركعة المتروك منها ذلك الركن، وقامت الركعة التي تليها مقامها، ويكمل صلاته، ثم يسجد للسهو قبل السلام، وإن لم يذكر الركن المتروك إلا بعد التسليم فإنه يكون كترك ركعة كاملة، فإن لم يطل الفصل بعد السلام، فإنه يأتي بركعة ويسجد للسهو، وإن طال الفصل أو انتقض وضوؤه فإنه يعيد الصلاة كاملة.

أيها المؤمنون: هذه أركان الصلاة، وهي الجوانب القوية التي يقوم عليها بنيانها، ولا تصح إلا بها مع القدرة عليها، ومن عجز عن الإتيان بشئ منها كاملاً فإنه يأتي منه بما يستطيع، لقوله تعالى: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ [التغابن: 16].

ولقوله صلى الله عليه وسلم: «صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ» ([2])، ومن عجز عن الركوع والسجود، فإنه يومئ برأسه يخفضه في سجوده أكثر من ركوعه، ومن عجز عن قراءة الفاتحة فإنه


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (61)، والترمذي رقم (3)، وابن ماجه رقم (275).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (1066).