وكذا الكحة لا بأس
بها عند الحاجة مع التقليل منها وكظمها ما أمكن.
والصلاة -أيها
المسلمون- عبادة عظيمة تجب العناية بها، والتقيد بفعل ما شرع وترك ما يخل بها
وينقصها من الأفعال والأقوال والحركات.
فاتقوا الله في
صلاتكم، فإن العبد إذا قام في الصلاة غار الشيطان منه، فهو يحرص ويجتهد كل
الاجتهاد أن يفسد عليه صلاته، فإذا لم يتمكن من منعه من الصلاة بالكلية، فإنه
يحاول أن يشغله عنها فيذكره في الصلاة ما لم يكن يذكر قبل دخوله فيها، حتى ربما
يكون قد نسي الشيء، وأيس منه فيذكره إياه في الصلاة ليشغله به.
فاتقوا الله -عباد
الله- وأحذروا صلاة المنافق، قال صلى الله عليه وسلم: «تِلْكَ صَلاَةُ
الْمُنَافِقِ يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشَّمْسَ حَتَّى إِذَا كَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيْ
الشَّيْطَانِ قَامَ فَنَقَرَهَا أَرْبَعًا لاَ يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهَا إِلاَّ
قَلِيلاً» ([1])، قال الإمام ابن
القيم رحمه الله، فهذه ست صفات في الصلاة من علامات النفاق: الكسل عند القيام
إليها، ومراءاة الناس في فعلها، وتأخيرها، ونقرها، وقلة ذكر الله فيها، والتخلف عن
جماعتها.
فاحذروا -عباد الله-
من تلك الصفات في الصلاة.
أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم: ﴿وَٱسۡتَعِينُواْ
بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ ٤٥ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم
مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمۡ وَأَنَّهُمۡ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ
٤٦} [البقرة: 45- 46].
بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم
*****
([1]) أخرجه: مسلم رقم (622).
الصفحة 8 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد