بدعة، وإنما يفعل هذا بعد النافلة أحيانًا، ولا
يجهر بالدعاء، بل يخفيه، لأنَّ ذلك أقرب إلى الإخلاص والخشوع، وأبعد عن الرياء،
وما يفعله بعض الناس في بعض البلاد من الدعاء الجماعي بعد الصلوات بأصوات مرتفعة
مع رفع الأيدي، أو يدعو الإمام والحاضرون يؤمنون رافعي أيديهم، فهذا العمل بدعة
منكرة، لأنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا صلى بالناس يدعو بعد
الفراغ من الصلاة على هذه الصفة لا في الفجر ولا في العصر ولا في غيرهما من
الصلوات، ولا استحب ذلك أحد من الأئمة.
قال شيخ الإسلام ابن
تيمية: من نقل ذلك عن الإمام الشافعي فقد غلط عليه، فيجب التقيد بما جاء عن النبي
صلى الله عليه وسلم في ذلك وفي غيره، لأن الله تعالى يقول: ﴿مَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ
عَلَىٰ رَسُولِهِۦ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي
ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ كَيۡ لَا يَكُونَ
دُولَةَۢ بَيۡنَ ٱلۡأَغۡنِيَآءِ مِنكُمۡۚ وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ
فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ
ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [الحشر: 7]، ويقول سبحانه: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن
كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا} [الأحزاب: 21].
بارك الله لي ولكم فى القرآن العظيم
*****
الصفحة 6 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد