×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

فالتطوع المطلق أفضله صلاة الليل، لأن الليل تنقطع فيه الشواغل ويتفرغ فيه القلب لذكر الله وتدبر القرآن، ولأن آخر الليل وقت النزول الإلهي إلى سماء الدنيا، ووقت إجابة الدعاء، فاجعلوا لكم نصيبًا من قيام الليل، ولا تكونوا من الغافلين، فإنَّ كثيرًا من الناس اليوم يسهرون الليل إما على اللهو واللعب والمعاصي - يسهرون على لعب الورق- أو على استماع الأغاني والمزامير وأنواع الملاهي، أو على مشاهدة الأفلام الخليعة المدمرة للأخلاق، أو مشاهدة المسلسلات التي تحمل أفكارًا مسمومة، أو على مزاح، وقيل وقال، وضحك وغفلة، وربما ينامون عن صلاة الفجر ويخرجونها عن وقتها، أو يتأخرون عن صلاة الجماعة في المسجد، فتكون المصيبة بذلك أعظم لأنهم سهروا على فعل محرم، وناموا عن أداء واجب.

وهكذا المعاصي يَجرّ بعضها إلى بعض، فاتقوا الله -عباد الله- واحفظوا أوقاتكم فيما يفيدكم في دنياكم، ولا تضيعوها فتخسروها وتندموا على فواتها حين لا ينفع الندم.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّٰتٖ وَعُيُونٍ ١٥ ءَاخِذِينَ مَآ ءَاتَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَبۡلَ ذَٰلِكَ مُحۡسِنِينَ ١٦ كَانُواْ قَلِيلٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِ مَا يَهۡجَعُونَ ١٧ وَبِٱلۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ ١٨ وَفِيٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ حَقّٞ لِّلسَّآئِلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ ١٩ [الذاريات: 15- 19].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم

*****


الشرح