وأدنى الكمال في عدد
ركعات الوتر ثلاث، يصلي ركعتين منها، ويُسَلِّم، ثم يصلي الثالثة ويقنت فيها بعد
الركوع فيدعو بالدعاء الوارد، وإذا أوتر بثلاث، فإنه يستحب له أن يقرأ في الركعة
الأولى بعد الفاتحة بسورة (سبح اسم ربك الأعلى)، وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة
بسورة (قل يا أيها الكافرون)، وفي الركعة الثالثة بعد الفاتحة بسورة (قل هو الله
أحد) لأنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بهذه السور في وتره.
عباد الله: ويستحب التطوع
بالصلاة في النهار فيما عدا الأوقات المنهي عن الصلاة فيها، ومن ذلك صلاة الضحى
ووقتها من ارتفاع الشمس إلى قرب زوال الشمس من وقت الظهيرة، وأقلها ركعتان وأكثرها
ثمان ركعات، يسَلَّم من كل ركعتين، والدليل على مشروعية صلاة الضحى وفضلها حديث
أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أَوْصَانِي خَلِيلِي رسول الله صلى الله عليه
وسلم بِثَلاَثةٍ: صِيَامِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ
الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ» ([1])، رواه أحمد ومسلم،
فيستحب فعلها والمداومة عليها خصوصًا لمن لم يقم من الليل.
أيها المسلمون: وهناك نوافل لها أسباب تفعل إذا وجدت هذه الأسباب، مثل تحية المسجد لمن دخله وأراد الجلوس فيه، وسنَّة الوضوء، وصلاة الكسوف وركعتي الطواف، فهذه النوافل تفعل عند وجود أسبابها، وهذه هي النوافل الليلية والنهارية، وهي زيادة في عمل المسلم وإتاحة للفرصة أمامه، ليتزود لآخرته، وليتصل بربه، ويرفع إليه شكواه وحوائجه ويتقرب إليه، وصلاة الليل أفضل من صلاة النهار، لقوله صلى الله عليه وسلم: «أَفْضَلُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ صَلاَةُ اللَّيْلِ» ([2]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1981).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد