حتى قال بعض أهل العلم بوجوبه وتظاهرت الأحاديث
في فضله والحث عليه، وقال الإمام أحمد: من ترك الوتر، يعني داوم على تركه فهو رجل
سوء لا ينبغي أن تقبل شهادته.
فحافظوا -رحمكم
الله- على أداء الوتر، واجعلوه آخر صلاتكم من الليل كما أمر بذلك النبي صلى الله
عليه وسلم في قوله: «اجْعَلُوا آخِرَ صَلاَتِكُمْ بالليل وِتْرًا» ([1])، ومن كان لا يثق من
قيامه في آخر الليل فليوتر قبل أن ينام، لما روى الإمام مسلم عن جابر رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: «مَنْ خَافَ أَنْ لاَ يَقُومَ مِنْ آخِرِ
اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَنْ طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ
آخِرَ اللَّيْلِ فَإِنَّ صَلاَةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، وَذَلِكَ أَفْضَلُ»
([2]).
وإذا أوتر الإنسان
من أول الليل، ثم تيسر له القيام في آخر الليل، فإنه يصلي ما تيسر له ولا يعيد
الوتر، ويكفيه الوتر الذي فعله في أول الليل، لقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ
وِتْرَانِ فِي لَيْلَةٍ» ([3]).
وأقل الوتر ركعة
واحدة، وأكثره إحدى عشرة ركعة، يسَلِّم من كل ركعتين، ثم يوتر منها بواحدة، لقول
عائشة رضي الله عنها: «كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي
بِاللَّيْلِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُوتِرُ مِنْهَا بِوَاحِدَةٍ» ([4])، رواه مسلم.
وفي «الصحيحين»: «صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ» ([5]).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد