وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ
رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: «كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ
غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ» ([1])، وَكَانَ ابْنُ
عُمَرَ يَقُولُ: إِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرْ الصَّبَاحَ، وَإِذَا
أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرْ الْمَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ،
وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ، رواه البخاري.
وعن عبد الله، عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ
شِرَاكِ نَعْلِهِ، وَالنَّارُ مِثْلُ ذَلِكَ»، رواه البخاري ([2]) وغيره.
عباد الله: إن تذكر الموت يزهد
في الدنيا ويحفز على العمل الصالح، وعلى التوبة من الذنوب والتخلص من مظالم العباد
وإعطاء الناس حقوقهم، ولمَّا كان الموت نهاية حياة الإنسان في هذه الدنيا، وقد شرع
الله سبحانه للأموات أحكامًا تجب معرفتها وتنفيذها في أموات المسلمين، تعرف بأحكام
الجنائز، كان واجبًا علينا معرفتها.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله كان هَدي النبي صلى الله عليه وسلم في الجنائز أكمل الهدي، مخالفًا لهدي سائر الأمم، مشتملاً على الإحسان إلى الميت ومعاملته بما ينفعه في قبره ويوم معاده، وعلى الإحسان إلى أهله وأقاربه، وعلى إقامة عبودية الحي لله وحده فيما يعامل «به الميت، وكان من هديه في الجنائز: إقامة العبودية للرب » ([3]) على أكمل الأحوال، والإحسان إلى الميت وتجهيزه إلى الله على أحسن أحواله وأفضلها، ووقوفه صلى الله عليه وسلم ووقوف أصحابه صفوفًا يحمدون الله ويستغفرون للميت ويسألون له المغفرة والرحمة والتجاوز عنه، ثم المشي بين يديه
([1]) أخرجه: الطبراني في « الأوسط » رقم (8560)، والبيهقي في « الشعب » رقم (10560).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد