إلى أن يدعوه في
حفرته، ثم يقوم هو وأصحابه بين يديه على قبره سائلين له التثبيت فإنه أحوج ما كان
إليه، ثم يتعاهده بالزيارة له في قبره والسلام عليه والدعاء له كما يتعاهد الحي «صاحبه»
([1]) في دار الدنيا.
فأول ذلك تعاهده في
مرضه وتذكيره الآخرة، وأمره بالوصية والتوبة، وأمر من حضر بتلقينه شهادة أن لا إله
إلا الله، لتكون آخر كلامه، فقد أجمل الإمام ابن القيم رحمه الله في هذه الكلمة
الطيبة أحكام الجنائز ونحن نفصلها حسب الإمكان.
فأول هذه الأحكام:
أنه يستحب تلقين المحتضر: لا إله إلا الله، لقوله صلى الله عليه وسلم: «لَقِّنُوا
مَوْتَاكُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ» ([2])، رواه مسلم، وذلك
لتكون هذه الكلمة الطيبة آخر كلامه، ويختم له بها، فقد جاء في الحديث الذي رواه
الإمام أحمد وغيره مرفوعًا: «مَنْ كَانَ آخِرَ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ
اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ» ([3])، ولأن الشيطان يعرض
للإنسان في حالة احتضاره ليفسد عقيدته، فإذا لقِّن هذه الكلمة العظيمة ونطق بها
فإن ذلك يطرد عنه الشيطان، ويذكره بعقيدة التوحيد.
ومن هذه الأحكام أنه
إذا مات يسرع في تجهيزه: من تغسيله وتكفينه، والصلاة عليه ونقله إلى قبره، لقول
النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَنْبَغِى لِجِيفَةِ مُسْلِمٍ أَنْ تُحْبَسَ
بَيْنَ ظَهْرَانَىْ أَهْلِهِ» ([4])، رواه أبو داود.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: وكان من هديه صلى الله عليه وسلم الإسراع بتجهيز الميت إلى الله وتطهيره وتنظيفه وتطييبه وتكفينه في الثياب البيض، قال:
([1]) زيادة من طبعة دار المعارف.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد