×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

وأما الفرح بنيل الشهوات الفانية والحصول على المطامع العاجلة فهو فرح مذموم غير مشروع، قال تعالى: ﴿قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ هُوَ خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ [يونس: 58].

فهذا اليوم يوم شكر وذكر، أكل وشرب وفطر، يحرم صومه لما في صومه من الإعراض عن ضياقة الله عز وجل، ومخالفة أمره حيث شرع بالإفطار فيه، فإنه لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كان لهم يومان يلعبون فيهما، فقال: «إِنَّ اللهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ يَوْمَيْنِ خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمُ الْفِطْرِ، وَيَوْمُ الأَْضْحَى» ([1]).

فأبدل الله هذه الأمة بيومي اللعب واللهو يومي الذكر والشكر والمغفرة والعفو.

ففي الدنيا للمؤمنين ثلاثة أعياد كل عيد منها يآتي بعد استكمال عبادة من العبادات العظيمة في الإسلام.

فعيد يتكرر كل أسبوع، وهو يوم الجمعة: فهو عيد الأسبوع، جعله الله سبحانه يأتي بعد استكمال الصلوات المكتوبات في الأسبوع، فإن استكمل المسلمون صلوات المكتوبات في الأسبوع، فإن الله عز وجل فرض على المسلمين في كل يوم وليلة خمس صلوات فإذا استكمل المسلمون صلوات الأسبوع، جاء يوم الجمعة الذي جعله الله عيدًا للأسبوع، وشرع فيه صلاة عظيمة يجتمع لها المسلمون، ويسبقها خطبتان تشتملان على حمد الله والثناء عليه والشهادة له بالوحدانية ولنبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة، وتشتملان على الوعظ والتذكير، كما أن يوم


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (102).