×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

 أَنزَلۡنَا عَلَيۡكُمۡ لِبَاسٗا يُوَٰرِي سَوۡءَٰتِكُمۡ وَرِيشٗاۖ وَلِبَاسُ ٱلتَّقۡوَىٰ ذَٰلِكَ خَيۡرٞۚ  [الأعراف: 26].

نظر بعض الصالحين إلى زينة الناس يوم العيد، فقال: هل ترون إلا خرقًا تبلى، ولحمًا يأكله الدود غدًا.

ورأى آخر قومًا يضحكون في يوم عيد الفطر، فقال: إن كان هؤلاء تُقُبِّلَ منهم صيامهم فما هذا فعل الشاكرين، وإن كانوا لم يُتَقَبَّلْ منهم صيامهم فما هذا فعل الخائفين.

فاتقوا الله واستحضروا عظمة هذا العيد، وتأملوا لأي شيء جعل، وماذا شرع فيه؟ وتذكروا بمروره وتكرره عليكم انقضاء أعماركم، وانتهاء آثاركم، وختم أعمالكم، وحضور آجالكم، فتزودوا بالتقوى للسفر البعيد.

الذي قال الله فيه:﴿وَجَآءَتۡ سَكۡرَةُ ٱلۡمَوۡتِ بِٱلۡحَقِّۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنۡهُ تَحِيدُ ١٩ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِۚ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلۡوَعِيدِ ٢٠ وَجَآءَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّعَهَا سَآئِقٞ وَشَهِيدٞ ٢١ لَّقَدۡ كُنتَ فِي غَفۡلَةٖ مِّنۡ هَٰذَا فَكَشَفۡنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلۡيَوۡمَ حَدِيدٞ ٢٢}  [ق: 19- 22].

وتذكروا باجتماعكم هذا الاجتماع الأكبر، على أرض المحشر:﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّمَنۡ خَافَ عَذَابَ ٱلۡأٓخِرَةِۚ ذَٰلِكَ يَوۡمٞ مَّجۡمُوعٞ لَّهُ ٱلنَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوۡمٞ مَّشۡهُودٞ ١٠٣ وَمَا نُؤَخِّرُهُۥٓ إِلَّا لِأَجَلٖ مَّعۡدُودٖ ١٠٤ يَوۡمَ يَأۡتِ لَا تَكَلَّمُ نَفۡسٌ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ فَمِنۡهُمۡ شَقِيّٞ وَسَعِيدٞ ١٠٥ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ شَقُواْ فَفِي ٱلنَّارِ لَهُمۡ فِيهَا زَفِيرٞ وَشَهِيقٌ ١٠٦  خَٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٞ لِّمَا يُرِيدُ ١٠٧} [هود: 103- 107].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم

*****


الشرح