×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

الثلاثة، لا أعياد الموالد، ولا الأعياد الوطنية، ولا أعياد الذكريات والأحداث والانتصارات، لأن في ذلك ابتداعًا في الدين أو تشبهًا بالكفار والمشركين، فكم حصل للمسلمين من الانتصارات العظيمة ولم يحدثوا لها أعيادًا لم يشرعها الله ولا رسوله.

واعلموا -عباد الله- أن الأعياد «الشرعية» ([1])  لم تجعل للهو ولا للعب، وإنما جعلت لإقامة ذكر الله وطاعته والإكثار من الاستغفار، فعيدنا -أهل الإسلام- ليس كعيد الكفار، جعل للفخر والاستكبار، وإنما جعل لإقامة ذكر الله والخضوع له وشكره على استكمال الصيام والقيام والتقرب إليه ببذل الصدقات وإقام الصلاة.

واعلموا أنه ليس السعيد من أدرك العيد، وجمل ظاهره باللباس الجديد، وملأ بطنه بأنواع الطعام، وأطلق لسانه بالمزاح والضحك وكثرة الكلام، وإنما السعيد من تقبل الله صيامه وقيامه، وغفر له ذنوبه وإجرامه، وتزكى وصلى صلاة العيد في ختام صيامه، ورجع من مصلاه بجائزة الرب وإكرامه.

عباد الله: تذكروا من صلى معكم في مثل هذا اليوم من الأعوام الماضية من آبائكم وأقربائكم وإخوانكم المسلمين ممن رحلوا عن هذه الدنيا ولم يستصحبوا منها سوى ما قدموا من أعمال، وتركوا الدور والقصور والأموال، لم تمنعهم من الموت أموال ولا جنود ولا حصون، ولا ينفعهم عند الله مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.

فلا تغرنكم الحياة الدنيا، ولا ما ترون في هذا اليوم من مظاهر الزينة، فإن الزينة الحقيقية زينة التقوى، قال الله تعالى﴿يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ قَدۡ


الشرح

([1])  في خطبة الموقع « يشرع ».