قالت أم عطية رضي الله عنها: كنا نؤمر أن نخرج
يوم العيد، حتى تخرج البكر من خدرها ([1])، وحتى تخرج الحيض
فيكنَّ خلف النساء فيكبَّرن بتكبيرهم، ويدعون بدعائهم، يرجون بركة ذلك اليوم
وطهرته.
فالخروج لأداء صلاة
العيد على هذا النمط المشهود من الجميع فيه إظهار لشعار الإسلام، فصلاة العيد من
أعلام الدين الظاهرة، لو تركها أهل بلد مع استكمال شروط إقامتها فيهم وجب على إمام
المسلمين قتالهم.
وينبغي أن تؤدى صلاة
العيد في صحراء قريبة من البلد، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصليها خارج
البلد، ولم يُنْقَل عنه أنه صلاها في المسجد لغير عذر. لأن في أدائها خارج البلد
إظهارًا لهيبة المسلمين، وإعلانًا لشعار الإسلام، ولحصول الأجر للمصلين، ولتمكين
العدد الكبير من حضورها إلى غير ذلك من المصالح والحكم، فهي مظهر عظيم من مظاهر
الإسلام، لا ينبغي للمسلم أن يتكاسل عن حضورها، وينعزل عن جماعة المسلمين.
والعيد الثالث من
أعياد الإسلام التي شرعها الله عيد الأضحى، وهو أكبر الأعياد الإسلامية وأفضلها.
شرعه الله بعد إكمال الحج الذي هو الركن الخامس من أركان الإسلام ومبانيه العظام، وهكذا نجد الأعياد الإسلامية تأتي بعد استكمال العبادات، ويسرع ([2]) فيها أنواع من الطاعات، شكرًا لله سبحانه على توفيقه، وليس في الإسلام أعياد غير هذه الأعياد
([1]) في خطبة الموقع « فصلى ».
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد