﴿فَمَاذَا بَعۡدَ ٱلۡحَقِّ إِلَّا ٱلضَّلَٰلُۖ
﴾ [يونس: 32].
ولا يعرف هذا إلا من
عاش في نعمة الإسلام، فالضد يظهر حسنة الضد، وبضدها تتميز الأشياء، إنه لا يعرف
قدر الصحة إلا من عرف حالة المرضى، ولا يعرف فضل النور إلا من وقع في الظلمة.
ثم اعلموا -يا عباد
الله- أن الإسلام ليس بالتسمي والانتساب من غير التزام لأحكامه، وقيام بواجباته،
وابتعاد عن مناقضاته ومنقصاته.
إن للإسلام أركانًا
وشرائع وسننًا، فهو يشمل عبادة الخالق، والإحسان إلى المخلوق.
فالمسلم من أدى
الواجبات واجتنب المحرمات، فشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وأقام
الصلاة، وأتى الزكاة، وصام رمضان وحج بيت الله الحرام، وأمر بالمعروف ونهى عن
المنكر.
المسلم من سلم
المسلمون من لسانه ويده في دمائهم وأموالهم وأعراضهم، فاحذروا قتل النفس التي حرم
الله قتلها إلا بالحق، واحذروا أذية المسلمين بأي نوع من أنواع الأذى، قال الله
تعالى:﴿وَٱلَّذِينَ
يُؤۡذُونَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ بِغَيۡرِ مَا ٱكۡتَسَبُواْ فَقَدِ
ٱحۡتَمَلُواْ بُهۡتَٰنٗا وَإِثۡمٗا مُّبِينٗا﴾ [الأحزاب: 58].
أيها المسلمون: غضوا من أبصاركم، فإن النظر سهم مسموم من سهام إبليس، يزرع الشهوة في القلب، ويجر إلى الوقوع في الفواحش، واحذروا الإسبال في الثياب والبشوت والأزر والسراويل، فإن ما كان منها أسفل الكعبين نازلاً فهو في النار، وعليكم بالتواضع، فإن الله لا يحب المستكبرين، وألزموا نساءكم بالستر والحجاب والابتعاد عن
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد