دينهم لهم، فلم يبق فيه نقص في تشريعاته،
وأحكامه، ولم يتطرق إليه خلل في نظامه، ولم يدخل التحريف والتبديل والزيادة والنقص
في مصادره التي يرجع إليها لمعرفة تفاصيل أحكامه، وهي الكتاب والسنة، فقد تكفل
الله بحفظهما فقال﴿إِنَّا
نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ﴾ [الحجر: 9].
وقال صلى الله عليه
وسلم: «إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا
بَعْدِي: كِتَابُ اللَّهِ، وَسُنَّتِي» ([1]) فهو دين متكامل،
ونظام شامل لمصالح العباد، وصالح لكل زمان ومكان ما بقيت الدنيا ومن عليها، وهو مع
ذلك محفوظ من العبث والتغيير والتبديل.
كامل في أصوله
وفروعه وفي مبانيه ومعانيه، في عباداته ومعاملاته، شامل لنظام الأمة والأفراد،
كفيل بجلب المصالح، ودفع المفاسد، وحماية الحقوق، وردع المفسدين، وفصل الخصومات،
وقطع المنازعات، وتوفير أساليب السياسة الداخلية، لا يعتريه نقص ولا يتطرق إليه
خلل.
﴿لَّا يَأۡتِيهِ ٱلۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ
تَنزِيلٞ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ﴾ [فصلت: 42].
يسع العالم كلهم
العيش تحت ظله، ويشملهم بعدله، شهد الله له بالكمال، وبأنه أعظم نعمة أنعمها على
المسلمين، وأنه لا يرضى بدين سواه.
﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ} [المائدة: 3].
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (3127)، وأحمد رقم (19283)، والحاكم رقم (3467).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد