«وَمَنْ اسْتَقَاءَ
فَلْيَقْضِ» ([1])، أما من غلبه القيء
وخرج بدون اختياره فصيامه صحيح، ومن مفسدات الصوم: استخراج الدم الكثير من
البدن بحجامة أو فصد أو سحب للدم، فإذا فعل ذلك فقد أفطر لصحة الحديث في أن
الحجامة تفطر الصائم، أما من انجرح ونزف منه دم كثير، أو خلع ضرسًا، فخرج منه دم
فلا حرج، وعليه أن يتفل الدم من فمه.
ومن موانع صحة الصوم: الحيض والنفاس،
فالحائض والنفساء تفطران مدة الحيض والنفاس وجوبًا، ولا يجوز لهما الصيام ولا يصح
منهما، وتقضيان ما أفطرتا فيهما من أيام أخر، فاتقوا الله -عباد الله- وحافظوا على
صيامكم من المفسدات، وقد جعل الله لكم الليل مجالا لتناول ما تحتاجون إليه أو
تشتهونه مما أباح الله لكم، أما النهار فاحفظوه بالصيام.
أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم:﴿أُحِلَّ
لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ هُنَّ لِبَاسٞ لَّكُمۡ
وَأَنتُمۡ لِبَاسٞ لَّهُنَّۗ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَخۡتَانُونَ
أَنفُسَكُمۡ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡ وَعَفَا عَنكُمۡۖ فَٱلۡـَٰٔنَ بَٰشِرُوهُنَّ
وَٱبۡتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ
يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ
ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ
وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَقۡرَبُوهَاۗ
كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 187].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
*****
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (142)، والترمذي رقم (788)، والنسائي رقم (87).
الصفحة 5 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد