×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

 ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا وَنَحۡشُرُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَعۡمَىٰ ١٢٤ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرۡتَنِيٓ أَعۡمَىٰ وَقَدۡ كُنتُ بَصِيرٗا ١٢٥ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتۡكَ ءَايَٰتُنَا فَنَسِيتَهَاۖ وَكَذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمَ تُنسَىٰ ١٢٦ [طه: 124- 126].

ومن الناس من تعلم القرآن ولكنه أهمل تلاوته، وهذا هجر للقرآن، وحرمان للنفس من الأجر العظيم في تلاوته، وسبب لنسيانه، وقد يدخل في قوله تعالى: ﴿وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي [طه: 124-].، فإن الإعراض عن تلاوة القرآن وتعريضه للنسيان خسارة كبيرة، وسبب لتسلط الشيطان على العبد، وسبب لقسوة القلب.

ومن الناس من يتلو القرآن مجرد تلاوة من غير تدبر ولا اعتبار، وهذا لا يستفيد من تلاوته فائدة كبيرة، وقد ذم الله من اقتصر على التلاوة من غير تفهم، فقال سبحانه في اليهود: ﴿وَمِنۡهُمۡ أُمِّيُّونَ لَا يَعۡلَمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّآ أَمَانِيَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَظُنُّونَ [البقرة: 78].

أي: يتلونه تلاوة مجردة عن الفهم، فيجب على المسلم عند تلاوته للقرآن أن يحضر قلبه لتفهمه على قدر استطاعته، ولا يكتفي بمجرد سرده وختمه من غير تفهم وتأثرٍ.

ومن الناس من يتخذ تلاوة القرآن حرفة يتأكل بها، فيقرأه في المحافل والمأتم والموالد لأجل ما يدفع إليه من الأجرة، ويقرؤونه على غير الوجه المشروع فيمطونه ويلحنونه بألحان الأغاني، فهؤلاء جمعوا بين عدة جرائم.

أولا: قراءة القرآن في مواطن البدعة والمعصية كالمأتم والموالد وبعض المحافل التي تشتمل على المنكرات والهزليات.

ثانيًا: اتخاذ تلاوة القرآن لطلب الدنيا، والتلاوة عبادة لا يجوز أن يقصد بها الدنيا، وإنما يقصد بها وجه الله وطلب الأجر والثواب.


الشرح