ثالثًا: قراءة القرآن على
غير الوجه الصحيح. بل على وجه التطريب والألحان المحرمة، ومن الناس من يتلو القرآن
ويحسن التلاوة لأجل الرياء والسمعة، وهو لا يؤمن به وهؤلاء هم المنافقون نفاقًا
اعتقاديًا الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَمَثَلُ
الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ، رِيحُهَا
طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ» ([1]).
وقد يقرأ القرآن من
أجل المجادلة به واتباع متشابهه، كما قال الله تعالى: ﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ فَيَتَّبِعُونَ مَا
تَشَٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦۖ وَمَا
يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ﴾ [آل عمران: 7].
أما من قرأ القرآن
وهو مؤمن به، ولكنه بقراءته يحسن صوته يقصد ثناء الناس عليه ومدحهم له والاجتماع
حوله، فهذا نفاق عملي وشرك أصغر يبطل الثواب ويوجب العقاب، قال الله تعالى: ﴿فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ ٤ ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن
صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ ٥ ٱلَّذِينَ هُمۡ يُرَآءُونَ ٦﴾ [الماعون: 4- 6]،
وإن كان يقصد بذلك نفع الناس بإسماعهم القرآن فهو مثاب مأجور.
عباد الله: إن وجود القرآن بيننا وتيسير الحصول عليه لمن طلبه، وتوفير المصاحف في المساجد والبيوت والمكاتب، وإذاعة تلاوته في الإذاعات التي يسمعها من قرب ومن بعد كل هذا من أعظم النعم على من وفقه الله لتعلم كتاب الله واستماعه والعمل به، ومن أعظم قيام الحجة على من أعرض عنه، أو خالفه، فقد قال الله لرسوله صلى الله عليه وسلم: ﴿وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ لِأُنذِرَكُم بِهِۦ وَمَنۢ بَلَغَۚ﴾ [الأنعام: 19]، وقال صلى الله عليه وسلم: «وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ» ([2]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5111)، ومسلم رقم (797).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد