شهر رمضان
بالاستغفار والتَّكبير والعبادة، والمنافقُ يتبعهُ بالمعاصي واللَّهو وحفلاتِ
الغناء والمعازف والطُبول فرحًا بفراقه.
عِبادَ الله: لقد شرعَ اللهُ
لكمْ في ختام هذا الشهر التَّكبير في ليلة العيد، قال تعالى: ﴿وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ
وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ﴾ [البقرة: 185].
وشرع لكم صدقَةَ
الفطر فهي واجبةٌ علي الكبير والصَّغير، والذَّكر والأُنثى، والحُرُّ وَالعبدِ،
ويُستَحَبُّ إخْراجُها عنِ الحملِ في البطنِ، وهي من غَالبِ قُوتِ البلدِ تَمرًا
أوبُرَّاً أو شعيرًا أو زبيبًا أو أقطّاً وَمقْدارُها صاعٌ عنْ كُلِّ شخصٍ- أيْ:
ما يُعادلُ ثلاثةَ كيلواتٍ تقريبًا، ويجزئ عن هذهِ الخمسةِ كُلُّ حَب يُقتاتُ في
البلد: الأرز والذُّرة والدُّخْن، ولا يجوزُ فيها إخراج الدراهم ولا تجزيء، لأن
ذلك خلاف السنة، فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر بإخراج الطعام وقدَّره بالصَاعِ،
فلا بُدَّ من التَّقيُدِ بأمره صلى الله عليه وسلم.
قال الإمام أحمدُ:
لا يُعطي القيمةَ، قيل لهُ: قومٌ يقولون: عمر بنُ عبد العزيز كان يأخُذُ بالقيمة،
قال: يدعون قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقولون: قالَ فُلانٌ، فما دامَ في
المسألة قولٌ للرَّسول فلا قولَ لأحدٍ.
ويُخرجُ الإنسانُ
صدَقَةَ الفطرِ عن نفسهِ وعمَّنْ يقُومُ بنفقتهِ، ومَحَلُّ إخراجهَا هو البِلَدُ
الذي وافاه تمامُ الشَّهرِ وهو فيه، ومن كانَ في بلدٍ وعائلتُهُ في بلدٍ آخر
فإنَّه يخرجُ فِطرتهُم مع فطرتهِ في البلدِ الذي هو فيه، وإنْ عَمَّدهُم يخرجون
عنهُ وعنهُمْ في بلدهِمْ جازَ، وإنْ أخرجَ عن نفسِه في بَلدِهِ وأخرجُوا عنْ
أنْفسهِمْ في بلدهِم جازَ.
والذين يُعطونَ
صدَقةَ الفطر هُم فُقراءُ البلَد الذين تَحلُّ لهم زكاة المال سواءٌ كانوا من أهل
البلدِ أو من الفُقراء القادمينَ عليهِ من بلدٍ آخرَ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد