والحكمة في صدقةِ
الفطرِ أنَّها طُهرةٌ للصَّائمِ من اللَّغو والرَّفثِ، وطُعْمَةٌ للمساكين وشُكرٌ
لله تعالى على إكمالِ الصِّيام، فأدُّوها- رحمكُمُ الله- على الوجهِ المشرُوع
طيَّبةٌ بها نفوسُكُم من أوسطِ ما تُطعِمُونَ أهليكُمْ.
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا
كَسَبۡتُمۡ وَمِمَّآ أَخۡرَجۡنَا لَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِۖ وَلَا تَيَمَّمُواْ
ٱلۡخَبِيثَ مِنۡهُ تُنفِقُونَ وَلَسۡتُم بَِٔاخِذِيهِ إِلَّآ أَن تُغۡمِضُواْ
فِيهِۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ
٢٦٧ ٱلشَّيۡطَٰنُ يَعِدُكُمُ ٱلۡفَقۡرَ وَيَأۡمُرُكُم بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ
وَٱللَّهُ يَعِدُكُم مَّغۡفِرَةٗ مِّنۡهُ وَفَضۡلٗاۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ
٢٦٨﴾ [البقرة: 267- 268].
ومِنَ الحكمةِ من
مشروعيَّةِ صدقةِ الفِطر إغناءُ الفُقراء عن السُّؤال في يومِ العيد ليفرحوا مع
المسلمينَ، ويتوسَّعوا بها، ولذلكَ حُدِّدت بما يكفي الفقيرَ في هذا اليومِ، وهُو
الصَّاعُ، ومن الحِكمة في تحديدها بالصَّاعِ أيضًا تيسيرُها على المُتصدِّق حتى لا
تُثقلَه، لأنَّه قد لا يكونُ عِندهُ سعةٌ من المالِ، وهي واجبةٌ على عمومِ
المسلمينَ لا على الأغنياءِ فقط.
ولعلَّ من الحكمة في
جعلها طعامًا لا نقودًا أنْ يكون هذا أيسرَ للمحتاجِ، لأنه قدْ لا يجدُ في يوم
العيدِ من يبيع الطَّعامَ، ولأنَّ في جَعلِها طعامًا إظهارًا لها بينَ النَّاسِ،
لأنَّها من الشعائرِ الظَّاهرةِ، ولو جُعِلتْ نُقُودًا لكانت صدقةً خَفيَّة إلى
غير ذلك من الحِكم، فاتقوا الله -عباد اللهِ- واعتنوا بإخراجها.
أعوذُ بالله من
الشيطانِ الرَّجيم: ﴿قَدۡ
أَفۡلَحَ مَن تَزَكَّىٰ ١٤ وَذَكَرَ ٱسۡمَ رَبِّهِۦ فَصَلَّىٰ
١٥﴾ [الأعلى: 14- 15].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
*****
الصفحة 6 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد