×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

 وهي من أعظم شعائر الإسلام يجتمع لها المسلمون في مكانٍ واحدٍ اهتمامًا بها، والزكاة قرينةُ الصَّلاةِ، وهي في غيرِ المُعشَّراتِ تُؤدَّى كلُ سنةٍ، وأمَّا المُعشراتُ فتؤدى زكاتها عند الحصولِ عليها، وصيامُ شهرِ رمضانَ يجِبُ في كُل سنةٍ، وحجُّ بيت الله الحرام يجبُ على المُسلم المستطيع في العمر مرة، وكذا العمرةُ، وما زاد على المرَّة من الحجِّ والعمرة فهو تطوعٌ.

وإلى جانبِ هذه العبادات الواجبةِ عباداتٌ مُستحبةٌ، مثل: نوافلِ الصلوات، ونوافلِ الصدَّقات، ونوافلِ الصِّيام، ونوافل الحجِّ والعمرة، وهذا ممَّا يدلُّ على أنَّ حياة المسلم كُلَّها عبادةٌ إمَّا واجبةٌ وإما مُستحبةٌ.

فالذي يظنُّ أنَّ العبادة مطلوبة منهُ في شهرِ رمضان وبعدهُ يُعفى من العبادةِ؛ فقد ظنَّ سوءًا وجَهَل حقَّ الله عليه، ولم يعرف دينه، بل لم يعرف الله حقَّ معرفته، ولم يقدُرُه حقَّ قدره. حيثُ لم يُطعهُ إلاَّ في رمضان، ولم يخف منهُ إلا في رمضان، ولم يرجُ ثوابهُ إلا في رمضانَ، إن هذا الإنسان مقطوعُ الصلةِ بالله، مع أنهُ لا غنى لهُ عنهُ طرفة عينٍ، والعملُ مهما كان إذا كان مقصورًا على شهر رمضان فهو عملٌ مردودٌ على صاحبه مهما أتعب نفسهُ فيه، لأنه عملٌ مبتورٌ لا أصل لهُ ولا فرعَ، وإنَّما ينتفعُ برمضانَ أهلُ الإيمان الذين هُم على الاستقامة في كلِّ الزمان، يعلمونَ أنَّ رب الشهور واحدٌ، وهو في كُلِّ الشُهورِ مُطلَّعٌ على أعمالِ عبادهِ وشاهدٌ.ولقد بلغَ الجَهلُ ببعضِ المُنتسبين إلى الإسلام أن اعتقد أنهُ إذا صلى الجُمُعة كفتهُ عن العبادةِ في بقية الأُسبوع، فيضيعُ الصلوات الخَمس، وبعضُهُم يعتقد أنَّ صيام رمضان والتعبُّد فيه يكفيه عن التعبُّد في بقية السنة، فيترك الصلوات أحد عشر شهرًا، ويُصلي في 


الشرح