شهرٍ واحد، والبعضُ
الآخرُ يعتقدُ أنَّهُ إذا حجَّ مرةً في عُمره كفَّر الحج عنهُ ما مضى وكفاه عن
العمل في المستقبل، وربما يستدل خطأ على ذلك بما جاء في الحديث أنَّ هذه العبادات
كفاراتٌ لما بينهن، ولو استكمل الحديث وتأملهُ لوجدَ أنَّ التكفير المذكور فيه
مشروطٌ باجتناب الكبائر، والله تعالى يقول: ﴿إِن تَجۡتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنۡهَوۡنَ عَنۡهُ نُكَفِّرۡ عَنكُمۡ
سَئَِّاتِكُمۡ﴾ [النساء: 31].
وليس بعد الشِّركِ
أكبر من إضاعة الصَّلوات الخمسِ، وهؤلاء قد ضيَّعوها وضيَّعوا غيرها من أوامر
الدِّين، ولا يكفِّر ذلك عنهم إلا التَّوبة النَّصوح والعملُ الصَّالحُ، قال
تعالى: ﴿فَخَلَفَ
مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ
فَسَوۡفَ يَلۡقَوۡنَ غَيًّا ٥٩ إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا يُظۡلَمُونَ شَيۡٔٗا ٦٠﴾ [مريم: 59 - 60].
فدلَّت الآية على أن
ترك الصَّلاة لا يُكفَّر إلاَّ بالتوبة ويشترط لصحة التوبة ثلاثة شروطٍ:
أحدهَا: تركُ الذُنوبِ
تركًا نهائيًا، أما من تاب بلسانِه وهو مُقيمٌ على الذُّنوبِ فتوبتهُ غير صحيحةٍ
ولا مقبولةٍ.
والثَّاني: أن يندم على ما
حصل منهُ من الذنوب، فإن لم يندم ويخجل من الله على ما حصل من المعاصي فإنَّ توبته
غير صحيحةٍ.
الثالث: وهذا مُهم جدًا، أن
يعزم على أن لا يعود إلى المعاصي طوال حياتهِ إلى المماتِ.
أمَّا من تاب من المعاصي في وقتٍ محددٍ كشهرِ رمضان، وفي نيتهِ أن يعود إليها في وقتٍ آخر، كبعد رمضان فتوبتهُ غير مقبولةِ، وشهر رمضان خيرُ عونٍ لمن يُريدُ أنْ يتوب توبةً صحيحة، لأنه يستطيع فيه
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد