عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: «مَنْ مَلَكَ زَادًا وَرَاحِلَةً وَلَمْ يَحُجَّ بيت الله ([1]) فلا يضره مات
يهوديًا أو نصرانيًا»، وذلك بأن الله قال: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ
سَبِيلٗاۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [آل عمران: 97].
رواه ابن جرير: وقال
أميرُ المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من أطاقَ الحجَّ فلم يحُجَّ فسواءٌ
عليه مات يهوديًا أو نصرانيًا.
وقال أيضًا رضي الله
عنه: لقد هممت أن أبعث رجالاً إلى هذه الأمصار فينظروا إلى كُلِّ من كان عندهُ
جدةٌ فلم يحُجَّ فيضربوا عليهم الجزية، ما هُم بمُسلمين، ما هم بمُسلمين.
فليس على وجه الأرض
بقعةٌ يجبُ على قادرٍ السَّعي إليها، ولا بيتٌ يُشرعُ الطَّواف حولهُ إلاَّ المسجد
الحرام والبيت العتيق، فأفضل بقاعِ الأرض هو المسجدِ الحرام، وأفضلُ بيتٍ على وجه
الأرض هو الكعبة المُشرَّفة.
وقال صلى الله عليه
وسلم في مكَّة: «وَاللَّهِ إِنَّكِ لَأَحَبُّ الْبِلاَدِ إليّ واللَّهِ إِنَّكِ
لَأَحَبُّ بِلاَدِ اللَّهِ إِلَيَّ، وَلَوْلاَ أَنَّ قَوْمَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ
مَا خَرَجْتُ» ([2]) قال الترمذيُّ: هذا
حديثٌ صحيح.
فالحمد لله الذي جعل للمسلمين هذا البيت العظيم الذي تُقرُّ به أعينهم وتحطُّ بزيارته والطَّواف به والصَّلاة عنده أوزارهم، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أتىَ هذا البيتَ فْلَمْ يرفُثْ ولم يفسُقُ رَجَعَ كَيَومِ ولدتهُ أُمهُ» ([3])،
([1]) زيادة من طبعة دار المعارف.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد