×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

 الأكبر والأصغر، فلا يكون فيه رياء ولا سمعة ولا فخر ولا خيلاء ولا مباهاة، ويتواضع في حجه، فقد حج النبي صلى الله عليه وسلم على رحل رث وقطيفة ما تساوي أربعة دراهم، وقال: اللهم اجعلها حجة لا رياء فيها ولا سمعة.

وينبغي للحاج أن يصبر على المشقة، ولا يرفه نفسه في الحج، فإن بعض الناس في هذا الزمان يكثر من الأبهة وأخذ الكماليات الكثيرة من السيارات والأثاث والخيام التي يضايق بها الحجاج، وبعض الناس لا ينزل في منى أيام التشريق، وإنما ينزل في شقق مفروشة ومبردة خارج منى، وقد يحتج بأنه لم يجد مكانًا في منى.

والواجب على الحاج أن يبحث عن مكان ينزل فيه من منى، فإن لم يجد بعد البحث، فإنه ينزل قريبًا منها مع الحجاج ولا ينصب خيامه بعيدًا عنها بل ينصب خيامه مع الحجاج مهما أمكنه القرب من منى، لأن هذا منتهى استطاعته، وقد قال الله تعالى: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ [التغابن: 16].

وعلى الحاج قبل أن يسافر للحج أن يكتب ما له وما عليه من الديون وما عنده من الودائع والأمانات من أجل أنه لو قدر أن يجري عليه شيء في سفره من موت أو عائق يمنعه من الرجوع إلى وطنه فإنه يكون قد وثق هذه الحقوق وبينها، فيضمن بذلك وصولها إلى أهلها وتبرأ ذمته منها.

فاتقوا الله -عباد الله- واستعدوا للحج بما يليق وأدوه على الوجه المشروع، وأكملوا مناسكه، وأخلصوا النية فيه لله مع الخشوع والسكينة والتواضع فيه لله، والإحسان إلى إخوانكم الحجاج وعدم


الشرح