×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

وسئل سعيد بن جبير رحمه الله: أي الحاج أفضل؟ قال: «من أطعم الطعام، وكف لسانه».

وفي مراسيل خالد بن معدان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما يصنع من يؤم هذا البيت إذا لم يكن فيه خصال ثلاثة: ورع يحجزه عما حرم الله، وحلم يضبط به جهله، وحسن صحابة لمن يصحب، وإلا فلا حاجة لله بحجه» ([1]).

فهذه الثلاثة يحتاج إليها في الأسفار، خصوصًا في سفر الحج، فمن كملها فقد كمل حجه، وفي الجملة: فخير الناس أنفعهم للناس وأصبرهم على أذى الناس، كما وصف الله المتقين بذلك، فقال: ﴿ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلۡكَٰظِمِينَ ٱلۡغَيۡظَ وَٱلۡعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ [آل عمران: 134].

الأمر الثاني: وهو من أعظم أنواع البر في الحج: كثرة ذكر الله تعالى فيه، وقد أمر الله تعالى بذكره في إقامة مناسك الحج مرة بعد أخرى خصوصًا في حال الإحرام بالتلبية والتكبير، فما تزود حاج ولا غيره بأفضل من زاد التقوى، فإن التقوى تجمع خصال الخير كلها.

ويجب على الحاج أن يخلص النية لله في حجة بأن لا يقصد به رياءً ولا سمعةً ولا طمعًا من مطامع الدنيا، قال تعالى:﴿وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ  [البقرة: 196].

وإتمام الحج الإتيان بمناسكه على الوجه المشروع، وقوله:، ﴿لِلَّهِۚيعني: إخلاص النية فيه لله وحده وتخليص أفعاله من الشرك


الشرح

([1])  ذكره ابن رجب في « لطائف المعارف» وقال: من مراسيل خالد بن معدان.