الذنوب والمعاصي وأن
يحافظ على أداء الصلوات وسائر الواجبات، وهذا أمر يجب عليه في كل حياته وفي جميع
حالاته، لكن الحاج يتأكد في حقه ذلك لأنه في عبادة عظيمة، فلا ينبغي له أن يدخل
فيه وهو متلبس بالذنوب والمعاصي أو يفعل الذنوب والمعاصي أثناء الحج، قال تعالى: ﴿ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرٞ
مَّعۡلُومَٰتٞۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا
جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّۗ ﴾ [البقرة: 197].
وثبت عن النبي صلى
الله عليه وسلم أنه قال: «مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ
يَفْسُقْ، خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» ([1]) فمغفرة الذنوب
بالحج ودخول الجنة مرتب على كون الحج مبرورًا، وإنما يكون الحج مبرورًا باجتماع
أمرين فيه.
أحدهما: الإتيان فيه
بأعمال البر ومنها الإحسان إلى الناس بالبر والصلة وحسن الخلق، ولما سئل النبي صلى
الله عليه وسلم عن الْبِرّ، قال: «حُسْنُ الْخُلُقِ» وهذا يحتاج إليه في
الحج كثيرًا، بحيث يعامل الناس بالإحسان بالقول والفعل سواء كانوا من رفقته في
السفر أو من سائر الحجاج الذين يلتقي بهم في الحج والمشاعر، وقد قيل: إنما سمي
السفر سفرًا لإسفاره عن أخلاق الرجال.
وفي «مسند الإمام أحمد» عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ» قالوا: ومَا بِرُّ الْحَجِّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قال: «إِطْعَامُ الطَّعَامِ وَإِفْشَاءُ السَّلاَمِ» ([2]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1723)، ومسلم رقم (1350).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد