×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ حَاجًّا بِنَفَقَةٍ طَيِّبَةٍ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ، فَنَادَى: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، نَادَاهُ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، زَادُكَ حَلاَلٌ، وَرَاحِلَتُكَ حَلاَلٌ، وَحَجُّك مَبْرُورٌ غَيْرُ مَأْزُورٍ، وَإِذَا خَرَجَ بِالنَّفَقَةِ الْخَبِيثَةِ، فَوَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ، فَنَادَى: لَبَّيْكَ، نَادَاهُ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: لاَ لَبَّيْكَ وَلاَ سَعْدَيْكَ، زَادُكَ حَرَامٌ وَنَفَقَتُكَ حَرَامٌ، وَحَجُّكَ غَيْرُ مَبْرُورٍ» ([1])، رواه الطبراني.

والنفقة في الحج إذا كانت من كسب حلال تدخل في النفقة في سبيل الله، قال الله تعالى: ﴿وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا تُلۡقُواْ بِأَيۡدِيكُمۡ إِلَى ٱلتَّهۡلُكَةِ وَأَحۡسِنُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ [البقرة: 195].

دلت هذه الآية الكريمة على أن النفقة في الحج من النفقة في سبيل الله حيث قرن ذكر الحج والعمرة بذكر الإنفاق في سبيل الله، وقد كان بعض الصحابة قد جعل بعيره في سبيل الله، فأرادت امرأته أن تحج عليه، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «فَهَلاَّ خَرَجْتِ عَلَيْهِ، فَإِنَّ الْحَجَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» ([2])، رواه أهل السنن وغيرهم.

ولهذا ذهب بعض العلماء وهو رواية عن الإمام أحمد. إلى أن الحاج يعطى من الزكاة، لأن من جملة مصارفها (في سبيل الله) والحج داخل في سبيل الله، فيعطى من الزكاة من لم يحج ما يحج به.

ويجب على من يريد الحج أن يتوب إلى الله من سائر الذنوب، وإذا كان عنده مظالم للناس فعليه أن يردها إليهم ويطلب مسامحتهم، ليستقبل حجه بالتوبة والتخلص من المظالم، ويجب عليه أن يتجنب


الشرح

([1])  أخرجه: الطبراني في « الأوسط » رقم (5228).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (1989)، وابن خزيمة رقم (2376).