الخمس مقصورةً غير مجموعةً يرمي كل يوم الجمرات
الثلاث بعد زوال الشمس يفتتح بالجمرة الأولى، وهي الصغرى، وهي الدنيا إلى منى،
والقصوى من مكة، ويختتم بجمرة العقبة، ويقف بين الجمرتين الأولى والثانية، وبين
الثانية والثالثة وقوفًا طويلاً بقدر قراءة سورة البقرة يذكر الله ويدعو، فإن
المواقف ثلاث: عرفة، ومزدلفة، ومنى، ثم أفاض آخر أيام التشريق بعد رمي الجمرات هو
والمسلمون، فنزل بالمحصب عند خيف بني كنانة، فبات هو والمسلمون في ليلة الأربعاء.
وبعث تلك الليلة عائشة مع أخيها عبد الرحمن تعتمر من التنعيم، وهو أقرب أطراف الحرم إلى مكة من طريق أهل المدينة، وقد بني بعده هناك مسجد سماه «الناس» ([1])مسجد عائشة، لأنه لم يعتمر بعد الحج مع النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه أحد قط إلا عائشة، لأجل أنها كان قد حاضت لما قدمت، وكانت معتمرة، فلم تطف قبل الوقوف بالبيت ولا بين الصفا والمروة، وقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «اقْض مَا يَقْضِي الْحَاجُّ، غَيْرَ أَنْ لاَ تَطُوفِي بِالْبَيْتِ وَلا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ» ([2]) ثم ودع البيت هو والمسلمون ورجع إلى المدينة، ولم يقم بعد أيام التشريق ولا اعتمر أحد قط على عهده عمرةً يخرج فيها من الحرم إلى الحل إلا عائشة وحدها، فأخذ فقهاء الحديث كأحمد وغيره بسنته في ذلك كله، وإن كان منهم ومن غيرهم من قد يخالف بعض ذلك بتأويل تخفى عليه فيه السنة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد