×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

وأما من جلس للتفرج، ولم يقم بما أرشد إليه صلى الله عليه وسلم من هذه الأمور فهو آثم، ويجب على ولاة الأمور منعه من ذلك، خصوصًا من يحصل منهم فعل المنكر، كالذين يغازلون النساء، ويلاحقونهن بقصد الفساد.

ومن أذية المسلمين تحويل الشوارع إلى ملاعب للكرة، مما يتسبب بكثرة الصخب والتجمعات حولها مما يؤذي المارة وأصحاب البيوت، وربما يتسبب عنه أضرار كثيرة وتجمعات مشبوهة.

ومن أذية المسلمين في الطريق مخالفة بعض سائقي السيارات لأنظمة المرور وأصول القيادة كالتهور في السرعة، وعدم التزام خط السير، وقطع إشارة الوقوف أو الوقوف في الأمكنة التي يمنع الوقوف فيها، أو قيادة السيارة وهو في حالة لا يتمكن من ضبط القيادة كما ينبغي، كمن يغالبه النعاس، وجميع هذه الأحوال تعرض الإنسان وتعرض غيره للخطر، فيجب تلافيها والحذر منها.

فكم نجم عن هذه الأحوال من حوادث ذهبت فيها أنفس كثيرة محترمة، أو تعطلت فيها أعضاء، وتَعَيَّبَت فيها أجسام، وتعطلت فيها حواس، وكل ذلك راجع إلى تفريط السائقين، أو تهورهم، أو جهلهم بأصول القيادة، أو تهاونهم بأرواح الناس.

إن مسؤولية هذه الحوادث وما ينجم عنها من الأضرار من تلف الأموال والأنفس يتحملها هؤلاء السائقون، ومن يمكنهم من قيادة السيارات وهم لا يحسنونها.

إن السيارات بمثابة الأسلحة الفتاكة لا يجوز أن يتولاها إلا من يحسن استعمالها والتصرف فيها، ويجب الحذر من التلاعب بها والتساهل في شأنها.


الشرح