لا يُستجاب لهم
دعاءٌ، قال بعض السلف: أنتم تستبطئون نزول الغيث وأنا أستبطئ نزول الحجارة من
السماء، ولذلك ترون الناس اليوم يستغيثون ويستغيثون، ولا يستجاب لهم، لا لقلةٍ في
خزائن الله، ولكن لذنوبهم ومعاصيهم، أما ترون الصلاة قد أُضيعت؟ أما ترون المحرمات
قد انتهكت؟ أما ترون جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد خفَّ؟ أما ترون
الأماناتٍ قد ضيعت؟ أما ترون المعاملات قد فسدت؟ أما ترون الربا قد فشا وانتشر؟
أما ترون المعازف والمزامير قد علت أصواتها في البيوت والأسواق؟ أما ترون الغيرة
قد ذهبت؟ أما ترون المساجد قد هُجِرَت؟ فلا يرتادها إلا القليل، أما ترون الآباء
قد أهملوا أولادهم والأولاد عقوا آباءهم؟! هل غيرنا من هذه الأمور شيئًا قبل أن
نستسقي، حتى يغير الله ما بنا؟!
لا نقول: إن هذه
الأوصاف السيئة عمَّت جميع المسلمين، فهناك من عباد الله الصالحين من هم سالمون
منها في أنفسهم، لكنهم لا يحاولون إصلاح غيرهم، ولا يقومون بواجب الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر حسب استطاعتهم، والعقوبة إذا نزلت عمَّت الجميع؛ عمَّت العاصين
لمعصيتهم، والصالحين لسكوتهم؛ قال تعالى: ﴿وَٱتَّقُواْ فِتۡنَةٗ لَّا تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمۡ خَآصَّةٗۖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [الأنفال: 25].
وعن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ» ([1])، رواه النسائي بإسنادٍ صحيحٍ، وابن حبان في «صحيحه».
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (4022)، وأحمد رقم (22386)، والحاكم رقم (1814).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد