×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

وعن أبي الأحوص قال: قرأ ابن مسعودٍ: ﴿وَلَوۡ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهۡرِهَا مِن دَآبَّةٖ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمۡ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗىۖ [فاطر: 45] فقال: كاد الجُعْلُ يعذَّبُ في جحره بذنب ابن آدم، رواه الحاكم، وقال: صحيح الإسناد وجاء في تفسير قوله تعالى:﴿وَيَلۡعَنُهُمُ ٱللَّٰعِنُونَ [البقرة: 159].

إن الحشرات تلعن عصاة بني آدم، وتقول: إنما مُنِعنَا القطر بسببهم.

وقال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ أَخَذۡنَآ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ بِٱلسِّنِينَ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَذَّكَّرُونَ [الأعراف: 130].

أي: أصابهم الله بالجدب والقحط، وأصاب ثمارهم وغلاتهم بالآفات، والعاهات، ليتعظوا بذلك ويتوبوا.

وها هي سنة الله لا تتبدل في عالمنا المعاصر، فكم أصابهم من احتباس الأمطار، واجتياح الثمار والأمراض والمجاعات، فهل غيروا من حالهم، أو أصلحوا ما فسد من أعمالهم؟ هل تذكَّروا ذنوبهم، فأصلحوا عيوبهم؟، إن الكثير والكثير في غفلةٍ معرضون، ونخشى أن يصيبنا ما أصاب الأولين.

إن في تصريف الأمطار، بإنزالها في بعض الأقطار، وحبسها عن بعض الديار، لعبرةً لأولي الأبصار، وعظةً للعصاة والفجار، قال تعالى: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ ٱلرِّيَٰحَ بُشۡرَۢا بَيۡنَ يَدَيۡ رَحۡمَتِهِۦۚ وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ طَهُورٗا ٤٨  لِّنُحۡـِۧيَ بِهِۦ بَلۡدَةٗ مَّيۡتٗا وَنُسۡقِيَهُۥ مِمَّا خَلَقۡنَآ أَنۡعَٰمٗا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرٗا ٤٩  وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَٰهُ بَيۡنَهُمۡ لِيَذَّكَّرُواْ فَأَبَىٰٓ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ إِلَّا كُفُورٗا ٥٠ [الفرقان: 48- 50].


الشرح