وإن القادر على منع
نزول الأمطار، قادرٌ على تغوير المياه من الآبار؛ قال تعالى مخوفًا عباده من ذلك: ﴿قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ
أَصۡبَحَ مَآؤُكُمۡ غَوۡرٗا فَمَن يَأۡتِيكُم بِمَآءٖ مَّعِينِۢ﴾ [الملك: 30]، وقال
تعالى: ﴿أَوۡ
يُصۡبِحَ مَآؤُهَا غَوۡرٗا فَلَن تَسۡتَطِيعَ لَهُۥ طَلَبٗا﴾ [الكهف: 41]، وقال تعالى: ﴿وَمَآ أَنتُمۡ لَهُۥ بِخَٰزِنِينَ﴾ [الحجر: 22]. أي:
لا تقدرون على حفظه في الآبار، والغدائر والعيون، بل نحن الحافظون له فيها؛ ليكون
ذخيرة لكم عند الحاجة إليه، وقال تعالى: ﴿وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءَۢ بِقَدَرٖ فَأَسۡكَنَّٰهُ فِي ٱلۡأَرۡضِۖ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابِۢ بِهِۦ
لَقَٰدِرُونَ﴾ [المؤمنون: 18]. أي: كما قدرنا على إنزاله فنحن قادرون على سحبه من مخازنه
في الأرض وتغويره في أعماقها، فلا تستطيعون الحصول عليه مهما بذلتم في طلبه والبحث
عنه: حتى يهلك الناس بالعطش، وتهلك مواشيهم وحروثهم.
فاتقوا الله -عباد
الله- واحذروا من هذه التهديدات، وتوبوا إلى ربكم وادعوه أن يغيثكم ويسقيكم، فإنه
قريبٌ مجيبٌ، يجيب من دعاه، ولا يخيِّب من رجاه.
وإياكم وقسوة القلوب
عند نزول المصائب، فإنها سبب الهلاك والدمار، قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَآ إِلَىٰٓ أُمَمٖ مِّن قَبۡلِكَ فَأَخَذۡنَٰهُم بِٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ
لَعَلَّهُمۡ يَتَضَرَّعُونَ ٤٢ فَلَوۡلَآ إِذۡ جَآءَهُم
بَأۡسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَٰكِن قَسَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَزَيَّنَ لَهُمُ
ٱلشَّيۡطَٰنُ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ٤٣ فَلَمَّا نَسُواْ مَا
ذُكِّرُواْ بِهِۦ فَتَحۡنَا عَلَيۡهِمۡ أَبۡوَٰبَ كُلِّ شَيۡءٍ حَتَّىٰٓ إِذَا
فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوٓاْ أَخَذۡنَٰهُم بَغۡتَةٗ فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ ٤٤ فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْۚ وَٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ
رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٤٥﴾ [الأنعام: 42- 45].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
*****
الصفحة 6 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد