ألم يكن هذا مذكرًا
بما جرى للأمم السابقة مما قصه الله علينا في القرآن العظيم؛ لنعتبر به ونتعظ؟!
ألم يكن مذكرًا بما جرى لقوم نوحٍ من الغرق بالطوفان الذي عمَّ الأرض وعلا قمم
الجبال، ولم ينج منه إلا نوحٌ وأصحاب السفينة؟ ألم يكن مذكرًا بما جرى لعادٍ الذين
أرسل الله عليهم الريح العقيم.
﴿مَا تَذَرُ مِن شَيۡءٍ أَتَتۡ عَلَيۡهِ إِلَّا جَعَلَتۡهُ كَٱلرَّمِيمِ﴾ [الذاريات: 42].
ألم يكن مذكرًا بما
جرى لفرعون وجنوده حيث أغرقهم الله في البحر عن آخرهم في لحظةٍ واحدةٍ؟ ألم يكن
مذكرًا بما جرى لسبأ ملوك اليمن وأهلها الذين كانوا في نعمةٍ عظيمةٍ في بلادهم من
اتساع أرزاقهم ووفرة زروعهم وثمارهم وجمال بلادهم، ولما بعث الله تعالى إليهم
الرسل تأمرهم أن يأكلوا من رزق ربهم ويشكروا له، ويفردوه بالعبادة ويتركوا عبادة
غيره من الأصنام والأنداد، أعرضوا عما أُمِروا به وكفروا نعمة الله، فعاقبهم الله
بإرسال سيل العرم؛ أي: السد الذي انهار، فاجتاح الماء بلادهم، واجتث زروعهم
وأشجارهم، وأغرق ديارهم، ودك حصونهم، وأتلف أموالهم ومحاصيلهم، فذلوا بعد عزةٍ،
وضعفوا بعد قوةٍ، وتفرقوا بعد اجتماعٍ وأُلفةٍ، وخافوا بعد أمنٍ ومنعةٍ؛ قال الله
تعالى في قصتهم: ﴿لَقَدۡ
كَانَ لِسَبَإٖ فِي مَسۡكَنِهِمۡ ءَايَةٞۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٖ وَشِمَالٖۖ كُلُواْ مِن رِّزۡقِ رَبِّكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لَهُۥۚ بَلۡدَةٞ
طَيِّبَةٞ وَرَبٌّ غَفُورٞ ١٥ فَأَعۡرَضُواْ
فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ سَيۡلَ ٱلۡعَرِمِ وَبَدَّلۡنَٰهُم بِجَنَّتَيۡهِمۡ
جَنَّتَيۡنِ ذَوَاتَيۡ أُكُلٍ خَمۡطٖ وَأَثۡلٖ وَشَيۡءٖ مِّن سِدۡرٖ قَلِيلٖ ١٦ ذَٰلِكَ جَزَيۡنَٰهُم بِمَا
كَفَرُواْۖ وَهَلۡ نُجَٰزِيٓ إِلَّا ٱلۡكَفُورَ ١٧﴾ [سبأ: 15- 17].
قال ابن كثيرٍ رحمه الله: فهذا الذي صار أمر الجنتين إليه بعد الثمار النضيجة، والمناظر الحسنة، والظلال العميقة، والأنهار الجارية، تبدلت
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد