إلى الأراك والطرفاء
والسدر ذي الشوك الكثير والثمر القليل؛ وذلك بسبب كفرهم وشركهم بالله وتكذيبهم
الحق وعدولهم عنه إلى الباطل؛ ولذلك قال تعالى: ﴿ذَٰلِكَ جَزَيۡنَٰهُم بِمَا كَفَرُواْۖ وَهَلۡ نُجَٰزِيٓ إِلَّا
ٱلۡكَفُورَ﴾ [سبأ: 17].
قال بعض السلف: جزاء
المعصية: الوهن في العبادة، والضيق في المعيشة، والتعسر في اللذة، قيل: وما التعسر
في اللذة؟ قال: لا يصادف لذةً حلالاً إلا جاءه من ينغصه إياها.
والحاصل يا عباد
الله: أننا إذا تفكرنا فيما يجري من الحوادث وربطناها بمثيلاتها مما ذكره الله
في كتابه، نجد أن سنة الله لا تتغير، كما قال تعالى: ﴿سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلُۖ وَلَن تَجِدَ
لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبۡدِيلٗا﴾ [الأحزاب: 62].
يجب علينا نحو هذه
الحوادث والكوارث عدة أمور:
الأول: أن نستدل بها على
قدرة الله سبحانه، وشدة عقوبته للعصاة والمذنبين، فنخشى أن يصيبنا مثل ما أصابهم،
فنتوب إلى الله تعالى من ذنوبنا، لكن مع الأسف الشديد البعض منا يعتبر هذه الحوادث
من الأمور العادية، ويفسرها بأنها حوادث طبيعية وظواهر كونية، فلا يكون لها وقعٌ
في نفسه ولا تأثيرٌ في قلبه، ولا تغييرٌ في سلوكه، كما قال تعالى: ﴿وَكَأَيِّن مِّنۡ ءَايَةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ يَمُرُّونَ عَلَيۡهَا وَهُمۡ عَنۡهَا
مُعۡرِضُونَ﴾ [يوسف: 105].
إن نسبة هذه الحوادث إلى الطبيعة والظواهر الكونية أو الحركات الفلكية كفرٌ بالله تعالى، فقد روى الإمامان البخاري ومسلمٌ- رحمها الله- عن زيدٍ بن خالدٍ رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد