ابن آدم: إنك في هذه
الدنيا تتقلب بين أحوالٍ ثلاثٍ:
نِعمٌ تتوالى من
الله عليك تحتاج إلى شكرٍ، والشكر مبنيٌ على أركانٍ ثلاثةٍ: الاعتراف بنعم الله
باطنًا، والتحدث بها ظاهرًا، وتصريفها في طاعة موليها، فلا يتم الشكر إلا بهذه
الأركان، ولا تستقر النعم إلا بالشكران.
الحال الثاني: مما يجري على
العبد في الدنيا من محنٍ وابتلاءاتٍ من الله يبتليه بها، فيحتاج إلى الصبر، والصبر
ثلاثة أنواعٍ: حبس النفس عن التسخط بالمقدور، وحبس اللسان عن الشكوى إلى الخلق،
وحبس الأعضاء عن أفعال الجزع، كلطم الخدود وشق الجيوب، ونتف الشعر، وأفعال
الجاهلية، ومدار الصبر على هذه الأنواع الثلاثة فمن وَفَّاها وُفِّىَ أجر
الصابرين، وقد قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّٰبِرُونَ أَجۡرَهُم بِغَيۡرِ حِسَابٖ﴾ [الزمر: 10].
والله سبحانه لا
يبتلي العبد المؤمن ليهلكه، وإنما يبتليه ليمتحن صبره وعبوديته لله، فإذا صبر صارت
المحنة في حقه منحة، واستحالت البلية في حقه عطية، وصار من عباد الله المخلصين
الذين ليس لعدوهم سلطان عليهم، كما قال تعالى لإبليس: ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيۡسَ لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٌ﴾ [الحجر: 42]، وقال
تعالى: ﴿إِنَّهُۥ
لَيۡسَ لَهُۥ سُلۡطَٰنٌ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ
يَتَوَكَّلُونَ ٩٩ إِنَّمَا سُلۡطَٰنُهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوۡنَهُۥ وَٱلَّذِينَ
هُم بِهِۦ مُشۡرِكُونَ ١٠٠} [النحل: 99، 100].
الحال الثالث: ابتلاؤه بالهوى والنفس والشيطان، فالشيطان العدو الأكبر، وهو ذئب الإنسان وعدوه، وإنما يغتاله ويظفر به إذا غفل عن ذكر الله وطاعته، واتبع هواه وشهوته، ولكن الله سبحانه فتح لعبده
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد