×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

 نزعتان: إما تقصيرٌ وتفريطٌ، وإما إفراطٌ وغلوٌّ، فإنه يأتي إلى العبد؛ فإن وجد فيه فتورًا وتوانيًا وترخصًا ثبطه، وأقعده وضربه بالكسل والتواني والفتور وفتح له باب التأويلات، حتى ربما يترك هذا العبد أوامر الله جملةً، وإن وجد عنده رغبةً في الخير وحبًا في العمل وحرصًا على الطاعة وخوفًا من المعاصي أمره بالاجتهاد الزائد حتى يزهده بالاقتصار على الحد المشروع، فيحمله على الغلو والمجاوزة وتعدي الصراط المستقيم، كما يحمل الأول على القصور دون هذا الصراط، ويحول بينه وبين الدخول فيه.

فاتقوا الله -عباد الله- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ ٥  إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لَكُمۡ عَدُوّٞ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّاۚ إِنَّمَا يَدۡعُواْ حِزۡبَهُۥ لِيَكُونُواْ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ ٦} [فاطر: 5، 6].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم

*****


الشرح