فرقةٍ وجماعةٍ منهجٌ يختلف عن منهج الفرق الأخرى
في الاعتقاد والتعبد والدعوة، ولم يبق على الحق من هذه الفرق إلا من تمسك بالكتاب
والسنة وسار على منهج السلف الصالح، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَسَتَفْتَرِقُ
هَذِهِ الأُْمَّةُ عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ
إِلاَّ وَاحِدَةً»، قِيلَ: مَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «مَنْ
كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي» ([1]) ولقد أخبر الله
سبحانه عن براءة النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الفرق المخالفة للفرقة الناجية؛
قال تعالى: ﴿إِنَّ
ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗا لَّسۡتَ مِنۡهُمۡ فِي شَيۡءٍۚ إِنَّمَآ أَمۡرُهُمۡ إِلَى ٱللَّهِ
ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ﴾ [الأنعام: 159].
وبيَّن سبحانه طريق
النجاة من هذا الاختلاف بقوله تعالى: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ﴾ [آل عمران: 103].
إنه لا صلاح ولا فرج
ولا نجاة من عذاب الله إلا بالتمسك بالإسلام علمًا وعملاً واعتقادًا وقولاً وفعلاً
وحكمًا به بين الناس: ﴿إِنَّ
ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُۗ﴾ [آل عمران: 19]، و﴿وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ
ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾ [آل عمران: 85]، ﴿أَفَغَيۡرَ دِينِ ٱللَّهِ
يَبۡغُونَ﴾ [آل عمران: 83]، ﴿أَفَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَبۡتَغِي حَكَمٗا﴾ [الأنعام: 114]، ﴿أَفَحُكۡمَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ يَبۡغُونَۚ وَمَنۡ أَحۡسَنُ مِنَ ٱللَّهِ
حُكۡمٗا لِّقَوۡمٖ يُوقِنُونَ﴾ [المائدة: 50].
وهناك من يتحمسون للإسلام اليوم ويقومون بالدعوة إليه بزعمهم وهم جهال بأحكامه، أو مغرضون يريدون الدس فيه وإثارة الفتن بين المسلمين، فيروجون الشبه ويزهدون في علم السلف، ويصفون العلماء بأنهم قاصرو النظر لا يفهمون فقه الواقع، وهم يريدون بذلك أن يفصلوا
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2641)، والطبراني في « الكبير » رقم (7659).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد