ومن الناس الآن من ينتسب إلى الإسلام بأقواله
لكنه يخالفه بأفعاله وتعبداته، فيدعو غير الله، ويذبح لغير الله، ويستغيث
بالأموات، ويعبد القبور، أو يتقرب إلى الله بدينٍ لم يشرعه، فيتقرب إليه بالبدع
والمحدثات، يفني عمره ويتعب جسمه وينفق ماله في إحياء البدع والخرافات باسم
الإسلام والدين، وهو يبتعد عن رب العالمين، وأولائكم هم عُبَّاد الأولياء
والصالحين الذين يقولون: ﴿مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ﴾ [الزمر: 3] ﴿وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ
شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾ [يونس: 18]. أولائكم هم الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿قُلۡ هَلۡ نُنَبِّئُكُم بِٱلۡأَخۡسَرِينَ أَعۡمَٰلًا ١٠٣ ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعۡيُهُمۡ
فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ يَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ يُحۡسِنُونَ صُنۡعًا ١٠٤} [الكهف: 103، 104]، وقال تعالى فيهم: ﴿وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٍ
خَٰشِعَةٌ ٢ عَامِلَةٞ نَّاصِبَةٞ ٣ تَصۡلَىٰ نَارًا حَامِيَةٗ ٤ تُسۡقَىٰ مِنۡ عَيۡنٍ ءَانِيَةٖ
٥ لَّيۡسَ لَهُمۡ
طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٖ ٦ لَّا يُسۡمِنُ وَلَا يُغۡنِي مِن جُوعٖ
٧} [الغاشية: 2- 7].
ومن تمام عقوبتهم
وابتلائهم أنهم يحسبون أنهم على حق فلا يقبلون النصيحة ولا يفيد فيهم التوجيه، ﴿بَلۡ قَالُوٓاْ إِنَّا
وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰٓ أُمَّةٖ وَإِنَّا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم
مُّهۡتَدُونَ﴾ [الزخرف: 22].
ومن الناس من ينتسب
إلى الإسلام الآن لكنه لا يقيم أركانه؛ فلا يصلي ولا يزكي ولا يصوم ولا يحج، ولا
يحكم بشرع الله ولا يحرم ما حرم الله ورسوله من الربا والمكاسب الخبيثة، وإنما
يكتفي بمجرد التسمي وما يُكتَب في جواز السفر وحفيظة النفوس، قد اتخذ إلهه هواه
وأضله الله على علم.
ومن الناس خلق كثيرٌ ينتسبون إلى الإسلام لكنهم فرقوا دينهم وكانوا شيعًا؛ فانقسموا إلى جماعاتٍ وجمعياتٍ وأحزابٍ وفرقٍ، لكل
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد