×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

 وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ حَتَّى تُعْلَنَ، إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَْوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ فِي أَسْلاَفِهِمْ» ([1]) صدق الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

الآن اعترف العالم كله ضمنًا بما نصت عليه هذه الآية الكريمة والحديث الشريف، لكن هل نعتبر؟ بل قد ذكروا أن هذا المرض لا يقتصر على من أُصِيب به، بل ينتقل منه إلى زوجته وأولاده، بل وينتقل عن طريق نقل الدم من شخصٍ مصابٍ إلى شخصٍ سليمٍ، وعن طريق مصافحة المصاب أو معانقته للشخص السليم، وعن طريق اختلاط المصابين بهذا المرض بالسالمين منه في المجالس والمواطن المزدحمة أو التعاقب على دورات المياه.

وتقدر منظمة الصحة العالمية أن ما يقرب من عشرة ملايين من البشر مصابون الآن بهذا المرض، ويتوقع أن ينتشر بشكلٍ أكثر ما لم يُقض على أسبابه من الزنى واللواط وتناول المخدرات.

ولا يمكن القضاء على هذه الأسباب إلا بتطبيق الحدود الشرعية على الزناة واللوطية ومروجي المخدرات، فقد أمر الله برجم الزاني المحصن حتى يموت، وخسف الأرض باللوطية وأمطرهم بحجارةٍ من سجيلٍ منضودٍ، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الفاعل والمفعول به في اللواط، وأجمع الصحابة على وجوب قتله، لكنهم اختلفوا في كيفية قتله؛ فمنهم من قال: يُلقَى من شاهقٍ ويتبع بالحجارة كما فعل الله بقوم لوطٍ، ومنهم من قال: يُحرَق بالنار كما حرق خالد بن الوليد اللوطي بأمرٍ من أبي بكرٍ رضي الله عنهما، ومنهم من قال: يُقتَل بالسيف، فهم لم يختلفوا


الشرح

([1])  أخرجه: ابن ماجه رقم (4019)، والحاكم رقم (8623).