على خلقه.
أقسم سبحانه بالعصر
الذي هو الوقت الذي يعيشه الناس في هذه الحياة، وهو سبحانه يقسم بما يشاء من خلقه،
وأما المخلوق فلا يجوز له أن يقسم إلا بالله، لأن القسم من المخلوق بغير الله
شركٌ، وهو سبحانه لا يقسم بشيءٍ من خلقه إلا إذا كان فيه سرٌّ عظيمٌ وحكمةٌ
بالغةٌ، من أجل أن يلفت الأنظار إليه، إما للاعتبار به أو الاستفادة منه، وهو هنا
أقسم سبحانه بالعصر الذي هو الزمان والوقت الذي يعيشه الناس في هذه الحياة لما فيه
من العبر، من تقلب الليل والنهار وما يجري فيهما من الحوادث والمتغيرات
والمتضادات، وما فيه من الفائدة العظيمة للإنسان إذا استغل هذا الوقت فيما ينفعه ويفيده.
أقسم سبحانه أن كل إنسانٍ خاسرٌ في الدنيا والآخرة، سواء كان ملكًا أو صعلوكًا، غنيًا أو فقيرًا، أو عالمًا أو جاهلاً، أو شريفًا، أو وضيعًا، أو ذكرًا أو أنثى، إلا من استغل هذا الوقت بأربعة أشياءٍ: الإيمان، والعمل الصالح، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر، فالإيمان وهو تصديق القلب «ويقينه وعمله بالله عز وجل وبأسمائه وصفاته واستحقاقه للعبادة مع النطق بذلك باللسان والعمل به في الجوارح، والعمل الصالح هو فعل ما أمر الله به من الطاعات وترك ما نهى الله عنه من المعاصي مع الإخلاص لله في ذلك والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم وعطف عمل الصالحات على الإيمان وإن كان داخلاً فيه من أجل الاهتمام به والتأكيد على أن تصديق القلب» ([1]) لا ينفع بدون عملٍ، كما قال الحسن البصري رحمه الله: ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكنه
([1]) زيادة من طبعة دار المعارف.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد