ما وقر في القلوب
وصدقته الأعمال، وما كل عملٍ يكون صالحًا إلا ما توفر فيه الإخلاص لله من جميع
أنواع الشرك، والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، وترك جميع البدع والمحدثات،
وهناك كثيرٌ من الخلق يعملون أعمالاً يرجون فائدتها وثوابها وهي تبعدهم عن الله
وعن جنته وتدخلهم نار جهنم؛ لما كانت فاقدة لهذين الشرطين أو أحدهما: الإخلاص
والمتابعة؛ قال تعالى: ﴿وُجُوهٞ
يَوۡمَئِذٍ خَٰشِعَةٌ ٢ عَامِلَةٞ نَّاصِبَةٞ ٣ تَصۡلَىٰ نَارًا حَامِيَةٗ ٤ تُسۡقَىٰ مِنۡ عَيۡنٍ ءَانِيَةٖ
٥ ﴾ [الغاشية: 2- 5]،
يعني حارةً شديدة الحرارة ﴿لَّيۡسَ لَهُمۡ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٖ
٦ لَّا يُسۡمِنُ وَلَا يُغۡنِي مِن جُوعٖ
٧} [الغاشية: 6- 7].
قال ابن عباسٍ
وقتادة: تخشع ولا ينفعها عملها ﴿نَّاصِبَةٞ} عملت عملاً كثيرًا تعبت فيه لكنها دخلت به النار؛ لأنه ليس على المنهج
المشروع، وإذا كان هذا حال الذين يعملون- لكنهم يعملون على غير هدى- فما حال الذين
لا يعلمون أصلاً؟ وإنما يعيشون في هذه الدنيا عيشة البهائم لبطونهم وفروجهم، فلا
يصلون ولا يزكون ولا يتورعون عن حرامٍ، ولا يكفون عن الإثم والإجرام.
وقوله تعالى: ﴿وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ﴾ [العصر: 3]. التواصي بالحق هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله على بصيرةٍ وبحكمةٍ، وتعليم الجاهل، وتذكير العاقل، فلا يكفي أن الإنسان يعمل العمل الصالح ويقتصر على إصلاح نفسه بل لا بد أن يعمل على إصلاح غيره؛ لأنه لا يكون مؤمنًا حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ولا يكون الإنسان ناجيًا من الخسارة حاصلاً على الربح إلا إذا عمل على إصلاح نفسه وإصلاح غيره، وهذا يدل على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يعد تدخلاً في أمور الناس كما يقول بعض السفهاء في هذه
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد