×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

بلادنا ولله الحمد تسير على هذا النهج المستقيم، ولكن في هذه الأزمان المتأخرة بحكم تقارب العالم واختلاط الناس وحدوث وسائل الإعلام التي تبث ما يقال وما يُفعَل هنا وهناك، تأثر بعض شباب هذه البلاد، وخصوصًا بعض المتدينين منهم، بأفكارٍ غريبةٍ تفد إليهم من مجتمعاتٍ أخرى ومن جماعاتٍ تنتسب إلى الإسلام والدعوة إليه لكن عندها جهلٌ كثيرٌ وفيها أخلاطٌ مشبوهون مندسون بين تلك الجماعات، ترى تضليل من خالفها، بل إن هذه الجماعات يضلل بعضها بعضًاـ وربما يُكفِّر بعضها بعضًا، فتأثر بذلك بعض شبابنا وتشربوا أفكار هذه الجماعات وتنكروا لما كانت عليه هذه البلاد الطيبة من منهجٍ سليمٍ واتباعٍ لمذهب سلف هذه الأمة وصاروا يسيئون الظن بعلماء هذه البلاد وقادتها، ويطبقون عليهم ما تقوله الجماعات التي في البلاد الأخرى في بعض علمائهم المنحرفين وقادتهم المخالفين لهدي الإسلام، ويأخذون من الزلات اليسيرة والأخطاء القليلة التي تقع في هذه البلاد حجة لهم فيما يقولونه من سيء القول، ولا يفرقون بين الخطأ اليسير الذي يمكن علاجه في هذه البلاد، وبين الخطأ الكبير الموجود في البلاد الأخرى، ولا ينظرون إلى ما تنعم به هذه البلاد في ظل الحكم الإسلامي وتطبيق الشريعة، وما تعيشه البلاد الأخرى من انحرافاتٍ في العقيدة وتعطيلٍ لأحكام الشرع مما سبب لها الفوضى والقلق واختلال الأمن.

وبلغ الأمر ببعض هؤلاء الشباب -هداهم الله- إلى الوقيعة في العلماء وولاة الأمور والتهور في الأقوال؛ بل لقد حصل بين فئات هؤلاء الشباب من الاختلاف والمهاترات فيما بينهم في المجالس وفيما يسجلونه على الأشرطة أو يقولونه في محاضراتهم، ما يندى له


الشرح