الجبين؛ وذلك بسبب أن كل طائفةٍ من هؤلاء الشباب
انتمى إلى جماعةٍ من الجماعات المعاصرة المختلفة في مناهجها ومقاصدها، ولم يبق من
شبابنا سالمًا من هذه الأفكار إلا من منَّ الله عليه بالتعقل واتباع المنهج السليم
الذي تسير عليه هذه البلاد وهو منهج السلف الصالح الذي دعا إليه الإمام محمد بن
عبد الوهاب رحمه الله وسارت عليه سياسة هذه البلاد من بعده.
لقد عظم الأمر وتجاوز حده وصار شغل كثيرٍ من الناس الشاغل هو القيل والقال، وتذاكر العيوب، والبحث عن النقائص، ودفن الفضائل، وترديد ما يقوله أناسٌ يعيشون في مجتمعاتٍ تختلف عن بلادنا كثيرًا في عقائدها ونزعاتها، وثقافتها وأفكارها، وربما استغل بعض أفراد هذه الجماعات الأجنبية عن بلادنا وبعض قادتها، حماس بعض شبابنا وجهلهم بدينهم وبواقعهم فلقنوهم تلك الأفكار ونمُّوها في رؤوسهم من أجل إزالة ما تنعم هذه البلاد به من وفاقٍ ووئامٍ وأمنٍ واستقرارٍ؛ لأنها هي الدولة الوحيدة التي تحكم بكتاب الله وسنة رسوله، وتحارب الشرك والبدع، والمذاهب الهدامة، والنِّحل الضالة، وتساعد المسلمين في أقطار الأرض وتنشر فيهم العقيدة الصحيحة والمفاهيم السليمة، ولا شك أن هذا سيغيظ أصحاب العقائد الفاسدة، والمبادئ المنحرفة، والمناهج المعوجة؛ فلذلك صاروا يكيدون بها بمختلف الدسائس حتى شوشوا على شبابنا وشككوهم في صحة مسيرة هذه البلاد ونوايا قادتها وعلمائها حتى وُجِدَ من شباب هذه البلاد ومثقفيهم من ينتقص علماءنا ويرميهم إما بالمداهنة وإما بقصور الأفهام وعدم فقه الواقع.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد