×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

إن الذي لا يفهم الواقع في الحقيقة هو الذي لا يميز بين المناهج المنحرفة والمنهج السليم، هو الذي يتقبل الأفكار المشبوهة ويترك فقه الكتاب والسنة، هو الذي لا يميز بين الضار والنافع، هو الذي يترك منهج أهل السنة والجماعة الذي لا انقسام فيه ولا اختلاف، ويستبدله بمناهج مستوردةٍ مشبوهةٍ، لم تنفع أهلها ولم تصلح بلادها، ولم تصدر عن علماء محققين، وإنما صدرت عن جهلةٍ وأصحاب ثقافاتٍ ضحلةٍ لا تسمن ولا تغني من جوعٍ.

أيها المسلمون: إن الذي ندعو إليه أمتنا عمومًا وشبابنا خصوصًا هو معرفة الحق والثبات عليه والسير على ما سار عليه سلفنا، كما قال الإمام مالك رحمه الله: لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها، إن هذه البلاد والحمد لله ليست بحاجةٍ إلى استيراد الأفكار، إنها بحاجةٍ إلى التمسك بعقيدتها والمحافظة على منهجها السليم الذي سارت عليه من مئات السنين بنجاحٍ ووفاقٍ ووئامٍ، وكان يجب أن تؤثر على غيرها بالدعوة الصحيحة والعقيدة السليمة لا أن تتأثر بما يخالف منهجها وعقيدتها.

فاتقوا الله أيها المسلمون، واستمعوا قول الله لكم: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةٖ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ [آل عمران: 103].

*****


الشرح